الرئيسية - المقالات - هل ممكن أن يتغير الفرد باستخدام مهارات الذكاء العاطفي؟
هل ممكن أن يتغير الفرد باستخدام مهارات الذكاء العاطفي؟
هل ممكن أن يتغير الفرد باستخدام مهارات الذكاء العاطفي؟
إن الذكاء العاطفي مهارة مرنة ممكن تنميتها، فإنها تتغير كما تتغير أنت وفقاً للتغيرات التي حولك والبيئة التي تُصبح عليها، فالبراعة الحقيقية تكمن في فهم المهارات التي لديك في الذكاء العاطفي، بالتركيز عليها واستغلالها لصالحك. فنتائج الاختبار للذكاء العاطفي هي تستخدم لتتعرف على مستوى ذكائك العاطفي، لتساعدك على معرفة ما إذا كنت تتحرك في الاتجاه الصحيح، فكلما بذلت جهداً أكبر من أجل الاستفادة مما لديك من مهارات الذكاء العاطفي، ازدادت نتائجك اقتراباً من المستوى الذي تريده عليها.
ولتنمية مهاراتك في الذكاء العاطفي سيستغرق الأمر عدة أشهر حتى تبدأ في رؤية تغيير دائم، ويرى معظم الأشخاص تغيراً ملحوظاً بعد مدة تتراوح بين ثلاثة وست شهراً وفقاً ما تقضيه لتنمية أو تحسين مهارة جديدة. في علم التكوين (العادة) ما هي إلا عبارة عن تعبير عن تحول عصبي، حيث يصبح تحول تسلسل الإجراءات عادة، وهذه العادة تحدث – تلقائياً – ومن دون وعي، والجدير بالذكر بأن العادة الجديدة لا تعود تحتاج إلى جهد للتفكير ثم التنفيذ، هي تتدفق بكل سهولة، والحقيقة وجوهر الأمر هذا يعني أنها أصبحت مهارة متأصلة ومصقولة بشكل جيد (غولمان و شيرنس، 2023). حسناً كيف تنمي مهاراتك في الذكاء العاطفي أو ممكن صياغة التالي كيف تطبق خارطة الطريق المذكورة في نهاية اختبار الذكاء العاطفي؟
تعلم التوقف أثناء يومك والتفكير بطريقة مختلفة استجابة لكل الأشياء التي تحيط بك.
تعلم سلوكيات جديدة كردة فِعل جديدة وطبقها. (سيلاحظ الآخرين ما طرأ عليك من تغيير).
ركز على الذكاء العاطفي لتتمكن من أن يمنحك منظوراً جديداً يجعل من السهل أن تتغير مثل تعلم مهارة جديدة.
مارس وتدرب في المحيط الذي حولك حتى تتمكن من تنمية الذكاء العاطفي.
حافظ على الحالة العاطفية لتستمر في تنمية مهارة جديدة لذكائك العاطفي، فالسلوك الذي تتم ممارسته لمدة كافية يتحول إلى سلوك راسخ وأصيل في الدماغ لينقلب إلى عادة.
عند ممارسة سلوكيات جديدة لاحظ الباحثون العقبة أمام تنمية المقدرة الشخصية هو الميل إلى تجنب الألم الذي ينشأ عند زيادة وعيك بذاتك. فلوحظ ثلثاً الأشخاص الراغبين في تنمية مهاراتهم يجدون صعوبة كبيرة في الاعتراف بنقائصهم وعيوبهم، والأشياء التي تنأى عن التفكير فيها تكون بعيدة عن إدراكك لسبب وجيه، هو أنها يمكن أن تحزنك وتؤلمك عندما تظهر على السطح، وتجنبك الألم يخلق مشكلة، ولهذا عليك مواجهة هذا الشعور بالألم، والغوص بداخله، ثم تجاوزه في النهاية. فلا تستهن وتتجاهل عاطفة أو تستهين بها ولو كانت صغيرة أو تافهة، لأنك تفوت فرصة التعامل معها بطريقة مثمرة، بل وتجاهلك لها لا تجعلها تزول بل تساعدها على الطفو فوق السطح مرة ثانية، في أقل أوقاتك توقعاً لها.
فتمييز أنماط عواطفك وألمك عن طريق كتابة الأشياء التي تراها أو تفعلها أو تفكر فيها أو تشعر بها في المواقف المختلفة، والتي تزعجك أو تستحوذ عليك ستساعدك على اكتشاف السلوكيات التي تقع ضحية لها عندما تقهرك عواطفك، فعليك في المقام الأول تدريب عقلك، حيث أوضحت الدراسات تغيراً دائماً للأشخاص الذين يمارسون سلوكيات جديدة روتينية وعلى مدة زمنية طويلة تتجاوز الست سنوات، ليصبحوا غير مضطرين للتفكير بشأنها لأنها تغدوا جزءاً لا يتجزأ من حياتهم.
كل ما ذكر سابقاً يقع في إطار المقدرة الشخصية من القدرة على الوعي وإدارة الذات، فماذا عن المقدرة الاجتماعية في الذكاء العاطفي، هنا يقتضي الأمر التدرب والممارسة كي تحدد ما يشعر به شخص آخر، وتفهم كيف تؤثر تلك المشاعر على سلوكه، فالناس يتأثرون بعواطفهم وفقاً للمعطيات التي حولهم ويختلف إنسان عن الآخر، فما ينطبق على فرد ليس بشرط أن ينطبق على آخر، فهنا التحدي يكمن في الانتباه للغة جسد الآخر، ونبرة وقوة صوته، وسرعة تحركه، فهذه المعطيات الخارجية تعطيك معلومات التي تحتاجها لمعرفة مشاعره، أما فعلاً ما يدور في داخل الشخص لن تتأكد من وَسْمِك إليه إلا بالسؤال، حتى تُأكد معلومتُك التي استنتجتها من المراقبة. فهي وسيلة مذهلة لفهم حقيقة مشاعر الطرف الآخر وتجنب إساءة تفسير تجربتك، فهي طريقة سهلة لزيادة دقة ملاحظتك وإدراكك.
المراجع:
برادبيرى. ترافيس و جريفز. جين، 2010، الكتاب السريع للذكاء العاطفي، الطبعة الأولى، مكتبة جرير، المملكة العربية السعودية، الرياض.
غولمان. دانيال و شيرنس. كاري، 2023، المؤسسات ذات الذكاء العاطفي الأمثل، الطبعة الأولى، الدار العربية للعلوم ناشورن م.م.ح، المملكة العربية السعودية.